2 index
شُعَاعُ عِلمٍ ثَاقِبٍ

ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الخَلِيفَةِ العَباسيِّ المُعْتَمَدِ.. وَهَرَعَ مُسْتَنْجِداً بالاِمامِ الحَسَنِ بنِ عليٍّ العَسكَريِّ عليه السلام .. خَرَجَ فَزِعَاً مِنْ بَينِ جَوارِيهِ ، وَذلِكَ الاَثاثِ الفَخْمِ الّذي لَمْ يَشْهَدْ التأريخُ مَثيلاً لَهُ ، مَعَ تماثِيلِ الذهبِ الّتي تُزيّنُ جَوانِبَ القَصْرِ المُغَلَّفةِ جُدرانَهُ بِالفُسَيْفَساءِ والرُّخامِ المُلَوَّنِ.. وَمِنْ بَينِ حُرّاسِهِ راحَتْ عِيُونُ الناسِ تُحدِّقُ فِيهِ وَهُوَ يُسْرِعُ في طَريقِهِ بَينَ هؤُلاءِ المَساكِينِ.. الجائِعينَ والمظلومِينَ.. هذه ضَحاياكَ أيُّها الخَلِيفَةُ.. ألمْ تُبصِرْ عَيْناكَ أجسادَهُمُ التي لا تَكادُ تَستُرُها مَلابِسُهُمْ المُمَزَّقَةُ.. ؟ وَيَحْكُمْ يا بَني العبّاسِ ما أظلَمَكُمْ.. بأموالِ هؤُلاءِ تَبنوُنَ قُصُورَكُم.. ، وَتَكنِزُونَ الذَهَبَ وأنواعَ الُمجوهَراتِ وَغَيرَها..! تُحيُونَ حَفَلاتَكُم بالرّقصِ والغِناءِ والشَّرابِ وَشَتّى أنواعِ الفُجُورِ.. والنّاسُ يَتَضَوَّرونَ جُوعاً.. وَتَتَجَمَّدُ